العربية

مقابلة مع مؤسيي مركز العلمانية في كردستان

مقابلة مع مؤسيي مركز العلمانية في كردستان:

elaamamالى الامام: اسستم في يوم 19 نيسان مركز العلمانية في كردستان العراق، هل يمكن ان تحدثونا عن خلفية تاسيسكم لهذا المركز، السبب، الهدف الذي يتعقب تحقيقه هذا المركز، ولماذا الان بالذات؟
ئاسو كمال:  اسسنا هذا المركز ” مركز العلمانية في كردستان”  من اجل تغير النظام السياسي والقانوني والاجتماعي في الاقليم نحو نظام علماني. يعود السبب الى تأسيس المركز الى تاثير الدين الاسلامي على القوانين، مثل قانون الاحوال الشخصية وقانون العقوبات. تأثير ألدين الاسلامي  يمتد الى الحياة الاجتماعية وهو يطول ويحدد الحريات الفردية في المجتمع. وايضا هنالك حركات الاسلام السياسي بشكل احزاب سياسية او حركات سلفية ووجود وزارات مثل الاوقاف الاسلامية. وخاصة في هذا الظرف، حيث نعيش الحرب مع داعش ووجود خطر قيام البديل الاسلامي ودولة  الخلافة الاسلامية في المنطقة. ايضا حاليا تشهد كردستان مناقشات حول طرح واصدار دستور لاقليم كردستان، االامر الذي وضعنا امام مسالة تاريخية و التي هي اما ان نرضخ للبديل الاسلامي والقوانين الاسلامية او ان نفصل الدين عن الدولة و نبني اسس السلطة على اسس علمانية.
كونا سعيد: خلفية تأسيس مركز عالماني في كردستان يعود الى شيئين: الاول هو ان المجتمع الان وبعد خطر مجيء داعش يشعر بالخوف من سيطرة الدين على جميع مجالات الحياة من الدستور الى القوانين الى نظام التعليم، و الى الحياة الاجتماعية للناس في مختلف المجالات. هذا الخطر تبين اكثر في المجتمع عندما استيقظ الناس على  حقيقة تاثير وجود ثلاثة احزاب اسلامية سياسية في كردستان التي تمتلك مقاعد في البرلمان و الحكومة وعشرات القنوات الاعلامية  من جهە والاتجاهات السلفية  التی تحظى بدعم السلطة السياسية لها خلال الثلاث و عشرين سنة الماضية. من نتائج وجود هذه الهيمنة والوجود الاسلامي في المنطقة. تاثرت حياة المجتمع، من مسالة انتشار الحجاب والى مسالة الهجوم على الافكار التقدمية والى الحريات الشخصية والى هيمنة التعليم الديني في المدارس. كذلك انخراط  مئات الشباب  في كردستان الى صفوف داعش، هذا اضافة الى معاناة  النساء ولسنوات من القوانين المستندة الى الدين كالاحوال الشخصية وقانون العقوبات.
السبب الثاني يعود الى ان مجتمع كردستان قد اثبت ولسنين انه مجتمع مدني، ويعيش مظاهر مدنية عديدة في حياته الاجتماعية و الثقافية. ولم يركع المجتمع لسيطرة الدين الهادفة للهيمنة على جميع مجالات الحياة. فلدينا في كردستان، هنالك حركة نسوية ضد العنف ضد المرأة، وهنالك حركة واسعة للدفاع عن حرية التعبير عن الرأي. والمجتمع انفتح على وسائل الاعلام، والمدنية، وانفتح على العالم الخارجي، من خلال النمو الاقتصادي، والتكنولوجيا، فصار لدينا مجتمع متألف مع قيم حقوق الانسان ومساواة المرأة والرجل. في المجتمع هنالك منظمات مجتمع مدني. هذه الحركات وهذه الظواهر كانت تقاوم هيمنة الدين. هذين السببين جعلا من تأسيس مركز العلمانية في كردستان ضرورة، حتى يكون صوتا عاليا للدفاع عن الحريات الشخصية، وابعاد الدين عن الدولة والسياسة والدستور ونظام التعليم.

الى الامام: من قام بتأسيس هذا المركز؟

كونا سعيد: المناقشات الاولية لتاسيس المركز جرت بین هيئة صغيرة مكونة من  كتاب و شخصيات سياسية واكاديمية من ضمنهم، وبدون ترتيب حسب الاسماء،  الاستاذ فؤاد مجيد مسري، کاتب و مؤلف والدكتور شيركو كرمانج، استاذ في جامعة في ماليزيا، والناشط  والكاتب السياسي اسو كمال، والكاتب والناشط السياسي ريبوار احمد، والدكتور سالار بسيرة، وهو كاتب لعدد من الابحاث حول الابادة الجماعية في حلبجة کردستان ، والقاص شيرزاد حسن،  وايضا الشخصية السياسية فتاح زاخویی.  ايضا شارك في النقاشات  الدكتور فاروق رفيق، وانا. ايضا  انضم الى هذه الهيئة  بهار منذر، الناشطة النسوية في اقليم كردستان.

الى الامام: هل لدى المركز اية لائحة توضح ماذا تريدون؟

ئاسو كمال: نعم لدينا جارتر، او وثيقة للمبادئ ، هذه الوثيقة او اللائحة تحمل المباديء والاسسس التي تشكل اسس النظام العلمانية في العالم. من هذه المبادئ فصل الدين عن الدولة، وتثبيت هذا الامر في الدستور. ثانيا، مساواة المواطنين امام القانون بغض النظر عن الدين، المذهب، العقيدة والفكر، الجندر او الجنس، القومية، العرق. ثالثا، المساواة بين الرجل والمرأة في كافة الميادين القانونية والاقتصادية والاجتماعية. رابعا: حرية  التعبير، حرية  الضمير، حرية النقد، حرية البحث، حرية الابداع والتجديد، خامسا، وضع كافة القوانين الاحوال الشخصية والعقوبات حسب اصول ومبادئ العلمانية، والبعيدة عن المبادئ الدينية والشريعة. ابعاد النظام التعليمي والتربية عن البرنامج الديني والمؤسسات الدينية. سابعا: الحكومة ومؤسسات الدولة يجب ان لا تمنح اي دعم مادي للمؤسسات الدينية. وثامنا: منع اي شكل من اشكال العنف والتكفير  من قبل اية مؤسسة سواء كانت مؤسسات دينية او جهات دينية.  هذه المبادئ كانت قد وضعت من تاريخ طويل يبدأ من منتصف القرن السادس عشر، من عصر التنوير في اوربا، حين جاء الفيسلوف ديكارت الى سبينوزا وكانط وهيغل وماركس بالحديث عن دور الانسان في كشف قوانين الطبيعة و دور العقل في تطوير الحياة الاجتماعية. واصبح الانسان هو محور للحياة ولوضع القوانين في المجتمع ضد التيار الديني والمؤسسات الدينية الحاكمة التي كانت مبادئها تستند على كتاب الانجيل والقوانين الدينية الثابتة والمقدسات، والتي كانت تحكم المجتمع والحياة الاجتماعية وتنظم الاطار الفكري وتقيد الحياة الفكرية والسياسية. ومعها تطور البحث العلمي وخاصة المسائل الكونية من جانب كوبرنيكوس وغاليلو التي اثبتت ان الارض تدور حول الشمس وليس بالعكس كما قال الانجيل. ومع التطورات الاخرى في الميادين الاقتصادية من قبيل نشوء الطبقة الرأسمالية التي سعت الى حل وانهاء النظام الاقطاعي، وافساح المجال امام السوق الحر والعمل الحر، الحريات الفردية، تفكك النظام الاقطاعي و دور الكنيسة والمؤسسات الدينية الحاكمة. واخيرا تحت تاثير الثورة الفرنسية تبلورت هذه الاسس العلمانية من الناحية الفكرية والفلسفية والاقتصادية والحريات الفردية. و بذلك انهت مرحلة تاريخية من الامبراطوريات السابقة المستندة على الدين، الان تأسست دول قائمة على اساس القوانين التي يصدرها البشر والتي هي غير مستمدة من الكتب الدينية.
الى الامام: ماذا فعلتم لحد الان؟
كونا سعيد: لحد الان، من شهر كانون الثاني ولحد الان شكلنا هيئة تأسيسية وبدأنا بمناقشة ودراسة الاوضاع و قررنا على ضرورة تأسيس واعلان مركز العلمانية. هذه الهيئة اعلنت عن تأسيس المركز في يوم 19 نيسان في اجتماع كبير في مدينة السليمانية وبوجود وسائل الاعلام، وبحضور مئات الناس المهتمين. في يوم التأسيس انضم الينا اناس كثيرون وجاءنا دعم من مئات الناس في كردستان العراق وفي الخارج، يطلبون العمل مع المركز. وفي الوقت الحاضر نحن مشغولون بتنظيم الراغبين في العمل في المركز ضمن هيئات عمل مختصة كهيئة العمل على القوانين، هيئة  العمل على التعليم، هيئة العمل على الاعلام، هيئة العمل على الحملات.  وفي نفس الوقت عندنا سلسلة من الندوات في مدن كردستان لتعريف الرأي العام بالمركز واهدافه.

الى الامام: كيف كانت استجابة الناس لتأسيس هذا المركز؟
كونا سعيد: اعلان المركز جاء في وقت مهم، حيث حظي بمساندة ودعم مئات الناس من داخل وخارج اقليم كردستان ومن منظمات مدنية وبعض الاحزاب السياسية واهتمام كبير من قبل وسائل الاعلام.  وهذا جاء كدليل على يقظة المجتمع لضرورة وجود مراكز علمانية ومدنية وهو دليل على تصاعد الجرأة للتصدي للدين ولهيمنة الاسلام السياسي. اذا كنا طرحنا فكرة تاسيس مركز من هذا القبيل قبل سنة او سنتين ما كان بالامكان ان يتلقى الدعم الذي تلقاه الان. على الاقل بشكل علني.  لذلك الاستجابة كانت ايجابية بسبب حالة اليقظة والانتباه الى خطر هيمنة الدين على حياة وادارة المجتمع كما قلت قبل قليل.

الى الامام: ما هو برنامج عملكم القادم؟
كونا سعيد: المركز، هو مركز استراتيجي، ولديه برنامج عمل استراتيجي يريد العمل على مستويات مختلفة والتاثير على السلطة السياسية والحكومة في اقليم كردستان، والتاثير على الدستور والقوانين، ونظام التعليم، والتاثير الفكري والمعرفي على تطوير الرأي العام ولهذا سوف يؤسس هيئات عملية مختصة تعمل على هذه المستويات منها هيئة عمل على الدستور والقوانين ونظام التعليم، وهيئة عمل اعلامي تاخذ على عاتقها اصدار الكتب ومجلة ووبسايت، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.  وسيكون له هيئة عمل للحملات السياسية والثقافية. هذه الهيئات عملها يتركز على تعبئة الرأي العام على مبادئ العلمانية وضرورة تأسيس نظام سياسي ودستور علماني.  وسيطرح دستور علماني لاقليم كردستان. ونسعى الى تضمين دعم الجماهير لهذه الحركة. ونسعى الى  تغيير النظام التعليمي في كردستان الى نظام تعليمي يضمن نشر تعاليم حقوق الانسان وقيم المساواة والتركيز على العلم  كمصدر للمعرفة من خلال تنظيم الندوات والمؤتمرات في الجامعات والمؤسسات التعليمية والثقافية.

Add Comment

Click here to post a comment