العربية

همجیة حماس والحكومة الإسرائيلية ستجعل مستقبل البشرية قاتما!

اذا نظرنا الى هذه الحرب من وجهة نظر انسانية ، فاننا نرى ضحياها كبشر فقط، وهذا هو أساس موقفنا من هذه المجزرة، التي ليست سوى همجية. مبرر عمليات القتل هذه هو انتصار طرف واحد وعلم واحد وحل المشكلة، هذا هو هدف هذه الحرب والقتل و الرعب والإرهاب!

منذ أسبوع، قتلت قوتان إرهابيتان شعبي إسرائيل وفلسطين. علينا كعمال و فقراء و تحرريين أن نسأل، في سبيل ماذا هذه الهمجیة؟

  منذ انتخابها قبل 17 عاما، اقدمت حماس على ارهاب الأحزاب الفلسطينية الأخرى مثل حركة فتح لفرض حكمها الإرهابي في غزة. منذ ذلك الوقت و حتى 7 أكتوبر 2023 ، عندما قتلت ما يقرب من 1000 امرأة وطفل ومقيم إسرائيلي ، عملت على الحفاظ على سلطتها الإرهابية وتوسيعها ، ليس فقط في غزة ، ولكن أيضا كداعمة وجزء من القطب الإرهابي في الشرق الأوسط ، والتي جمعت إيران وسوريا وحزب الله والجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة. تهدف هذه الاستراتيجية إلى حماية المصالح الاقتصادية والسياسية لهذا القسم من الإسلام السياسي المهيمن في هذه المناطق.

إن سلطة حماس وحزب الله وجمهورية إيران الإسلامية، أينما كانت، لا تمثل شعوب هذه المنطقة، ولكنها جعلت حياة ومصير هؤلاء الناس رهينة لسياساتهم الإرهابية والقمعية . إن وجود حماس في الأرض الفلسطينية المحتلة والعداء لدولة إسرائيل المحتلة لن يقلل من إرهابية حماس و رجعيتها ، وقد أظهر قتل المدنيين الإسرائيليين هذا الشهر كم هي بربرية، و بينت قتامة مستقبل غزة والمنطقة، ومدى تعرض الإنسانية للتهديد في ظل هذه القوة وحلفائها.

تظهر الحكومة اليمينية في إسرائيل الجانب الثاني من هذه الهمجية الرأسمالية اليوم. إن قتل المدنيين في غزة وقطع المياه والكهرباء والغذاء عنهم ،جريمة إرهابية مماثلة لجريمة حماس وليست أقل من تلك .

إن بقاء الاحتلال و الأبارتايد في هذه الدولة قد زعزع استقرار الشعب الإسرائيلي و جعل من الحرب جزءا من حياته. إن ذريعة قمع إرهاب حماس لا تغير حقيقة سياسات الفصل العنصري و معاداة الإنسانية للحكومات البرجوازية في إسرائيل ولا تعطي شرعية لها. هذه السياسات ليست بأي حال من الأحوال للدفاع عن الشعب الإسرائيلي، بل ابقاء لهؤلاء الناس في ظل دولة ليست فقط احتلالية بل جزء من المنافسة الراسمالية للقطب الاميركي و السعودي و الغربي من اجل اعادة رسم الشرق الأوسط وفقا للمصالح والخطط الاقتصادية والرأسمالية لشركات الطاقة و من اجل هيمنة هذه الدول الرأسمالية على السوق.

واليوم، يخبرنا اشتعال هذه الحروب وتوسعها أن البشرية في مواجهة دورة جديدة من الهمجية الرأسمالية.  لذلك، فإن الدعوة الآن إلى السلم بين حماس وحكومة نتنياهو والعودة إلى مشروع الدولتين الإسرائيلي الفلسطيني للأمم المتحدة لا تستطيع ان تمنع هذه القوى البربرية من جعل الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ضحايا لحربهما الإرهابية.

إن إنهاء هذه الهمجية يتطلب نضالا عالميا يجب على البشرية أن تخوضه اليوم لإنقاذ نفسها من المستقبل المظلم الذي تفرضه هذه القوى. وبدلا من دعم هذه القوى البربرية والإرهابية، يجب على شعبي إسرائيل وفلسطين الوقوف ضد كلا الجانبين و ازاحتهما من السلطة. هذه استراتيجية ثبتت ضرورتها في إسرائيل وفلسطين لأكثر من 70 عاما ، ان اراد سكان هذه المنطقة عدم العيش في ظل اوضاع مظلمة مثل الأوضاع الحالية . إن الدعوة إلى السلام وإقامة دولتين وأي بديل آخر يجب أن يكون عمل هذه الجبهة الإنسانية في إسرائيل وفلسطين، وليس انتظار و مساندة إحدى جبهتي الحكومة الإسرائيلية او القوى القومية والإسلامية الفلسطينية لإحلال السلام أو إنهاء الاحتلال.

هذا لا ينطبق على فلسطين فقط، بل على أوكرانيا وكردستان الغربية وأي جحيم آخر لحرب الدول الرأسمالية اليوم. الإنسانية في خضم فترة جديدة من الهمجيه الرأسمالية. لذلك ، فان الاختيار امام المجتمع البشري هو إما البربرية أو الاشتراكية والتحرر من الرأسمالية.

آسو كمال

Add Comment

Click here to post a comment